النفَس هو الجسر الواصل بين الروح والجسد.. لذلك فلنحاول أن نجعل تنفسنا أكثر عمقاً وتمعّناً... أشد انتباها وإدراكاً.. لنراقب كيف يتغير تنفسنا مع تغير انفعالاتنا وعواطفنا، والعكس بالعكس: كيف تتغير مشاعرنا وأحاسيسنا مع تغير تنفسنا...
عندما ينتابك الخوف مثلاً.. لاحظ التغير الطارئ على تنفسك، وحاول مرةً ما أن تغيّر نمط تنفسك ليصبح مماثلاً تماماً لما كان عليه في حالة الخوف.. سوف تتفاجأ من ظهور الخوف في داخلك مباشرة...
انتبه لطريقة تنفسك عندما تكون في حال الحب والهيام بكل جوارحك مع حبيبك، ممسكاً يده، معانقاً إياه... ثم اجلس يوماً ما بصمت وسكون تحت إحدى الأشجار وراقب نفَسك من جديد وأنت تتنفس كما لو كنت تعيش الحالة ذاتها... بالطريقة ذاتها.. وكأنك تُعانق محبوبك بذلك الشوق والحنان.. سوف تندهش لأن الحياة والكون كله من أصغر ذرة وحتى أكبر مجرة سيغدو محبوبك ومطلوبك... سيشع في داخلك نور حب كبير لا يُدرك ولا يوصف.. تتلاشى فيه البدايات والنهايات.. وتزول فيه الاختلافات والخلافات.. فأنت ابن هذا الكون مثلما هي الأشجار والنجوم والطيور.. لتعيش بحب وسعادة ويصبح تنفسك منساباً مع إيقاع المحبة... وهكذا سيتغير مجرى حياتك كلها نحو أفق جديد وحالٍ سعيد...