تواصل دبي مساعيها من أجل إيجاد حلول عملية للتغلب على أكثر مشاكل المدينة ـ الأكثر تطورا بالمنطقة، ولمواجهة الازدحام المروري غير المسبوق ربما على مستوى العالم. تدخل حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس، واعتمد مبلغ ثلاثة مليارات درهم إماراتي (815 مليون دولار أميركي) لتنفيذ أضخم مشاريع الإمارة في قطاع الطرق، وهو مشروع معبر مائي على خور دبي يربط بين ضفتي المدينة. وسيربط المشروع الجديد بين منطقة الجداف في بر دبي بالطريق الفاصل بين مشروع الخيران ومدينة دبي للمهرجانات، كما يوفر المعبر مداخل ومخارج لجزيرة الخور التي سيتم فيها إنشاء مبنى الأوبرا، ويستغرق تنفيذ المشروع أربع سنوات.
وتشير دراسات هيئة الطرق والمواصلات الى أن الخسارة المادية المترتبة على ازدحام حركة السير تبلغ 1.25 مليار دولار سنويا، وأن 61% من الازدحام يعزى الى عدم كفاية الطاقة الاستيعابية للطرق. وفي هذا الإطار تحرص الهيئة على توفير أنظمة المواصلات الذكية (مثل دليلي، لوحات الرسائل المتغيرة) لتحذير وتحويل حركة السير بعيدا عن مناطق الحوادث الكبرى والصغرى. وقال مطر الطاير، المدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات، في تصريحات صحافية إن هذا المشروع يهدف إلى تسهيل الحركة المرورية على ضفتي خور دبي، وخدمة المناطق التطويرية الجديدة، موضحا أنه يشمل إنشاء شبكة طرق بطول 12 كيلومترا تشتمل على 22 تقاطعا منها تقاطعات طبقية وسطحية، وأخرى تقاطعات محكومة بإشارات ضوئية. وأوضح الطاير أن الهيئة حرصت على أن المعبر السادس علامة متفردة لدبي عالمياً، حيث تمت دعوة الشركات العالمية المتخصصة للتنافس على تصميم معماري جمالي متميز، وتقدمت للمنافسة أربع شركات عالمية، وتم اختيار التصميم الأفضل بناءً على معايير فنية واضحة.
ويتوقع مرور حوالي 20 الف مركبة في الساعة عبر المعبر، بالاضافة الى 23 الف راكب في الساعة من مستخدمي المترو الخط الأخضر في كل اتجاه.
وتسعى دبي في هذا المشروع، بالإضافة إلى الحد من الازدحام المروري، إلى أن يكون أحد المعالم العمرانية للمدينة ويجسد هويتها المعمارية والحضارية، وهو عبارة عن جسر معلق على قوس ويقدم شكلاً جمالياً يمكن رؤيته من زوايا متعددة، فيمكن أن يشاهد وهو يمثل الموجة الصوتية التي تمثل نغماً يتسق مع وجود الأوبرا، ويمكن أن يشاهد يمثل الكثبان الرملية أو الهلال في ليل دبي بما يتناسب مع البيئة العربية الصحراوية. ويبلغ طول الجسر 1600 متر، وعرضه 64 متراً، ويتألف من 12 مساراً، بواقع ستة مسارات في كل اتجاه، إضافة إلى خط لمترو دبي حيث سيمر الخط الأخضر في منتصف الجسر (المنطقة الفاصلة بين الجسرين)، وبحسب المسؤولين في هيئة طرق دبي فإن ارتفاع القوس الكبير يبلغ 205 أمتار، بطول 667 متراً، وبذلك يكون أطول جسر قوسي في العالم.
وبحسب التوقعات الرسمية، فسيرتفع عدد السكان في دبي من 1.3 مليون نسمة في 2005 الى حوالي 5.3 مليون نسمة في 2020، وتعد الزيادة السريعة في النمو السكاني عاملا مهما في زيادة ازدحام حركة السير. وبحسب دراسات شبه رسمية فإن عدد السيارات التي تجوب شوارع دبي يوميا أكثر من مليون سيارة، وهو عدد أكبر بكثير من قدرة شوارعها وأنفاقها لاستيعابه. وكانت الحكومة المحلية في دبي قد أقرت نظاما للتعرفة المرورية أطلقت عليه «سالك» في يوليو (تموز) الماضي، في خطوة للمساهمة في التخفيف من الازدحام المروري والتشجيع على استخدام النقل العام واستخدام الطرق البديلة
